الثلاثاء، 11 فبراير 2025

المتبجّح بالإساءة والنّذالة


قيل: شر الناس الذي لا يتوقى أن يراه الناس مسيئا ومن هنا أخذ الشاعر:

أحقّ النّاس في الدنيا بعيب ... مسيء لا يبالي أن يعابا

وقال بعضهم: فلان لا يستحيى من الشر ولا يحب أن يكون من أهل الخير لا يقعد مقعدا إلا حرمت الصلاة فيه ولو أفلتت كلمة سوء لم تضم إلا إليه ولو نزلت لعنة لم تقع إلا عليه.

تشاجر رجلان فقال: كل واحد منهما أنا ألام فتحا كما إلى رجل فقال: قد حكمتماني فأخبراني بأخلاقكما فقال أحدهما: ما مربي أحد إلا اغتبته ولا أئتمنني أحد إلا خنته وقال آخر أنا أبطر الناس في الرخاء وأجبنهم عند اللقاء وأقلهم عند الحياء فقال الرجل: كلاكما لئيم


وألأم منكم الحطيئة فإنه هجا أباه وأمّه ونفسه ومن أحسن إليه هجا أباه. فقال:

لحاك الله ثم لحاك أبا ... وما ألحاك من عمّ وخال

وقال يهجو نفسه:

أرى لي وجها شوّه الله خلقه ... فقبّح من وجه وقبّح حامله

وقال فيمن أعطاه:

سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا ... فسيّان لا لوم عليك ولا حمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق