السبت، 22 مارس 2025

الطائر السجين

أيها المسجون في ضيق القفص

صادحاً من لوعةٍ طولَ النهار

رَدَّد الألحان من مرِّ الغصص

وبكى في لحْنهِ بُعد الديار

ذكَرَ الغصنّ تثنى

وأليفاً يتغنَّى

وهو في السجن معنّى

فشكا الشوق وأنَّ

وتَمَنّى

والأماني ما أُحيْلاها خيال

يتلاشى، أو محلكٍ في منام

لو صحا في روضةٍ والغصن مال

من نسيمِ الفجر، وانجاب الظلام

ومضى يصدحُ في دنيا الجمال

طائراً حراً طليقاً في الأكام

راويا للطير من تلك القصص

ما به هدى وذكرى واعتبار

كيف حازته أحابيل القنص

هو يبغي الحب في عرض القفار

ضاق ذرعاً بالأماني

وهو في نفس المكان

ويعاني ما يعاني

رَددَ الحزن أغاني

فرآني

شارد اللب إليه ناظراً

قال – ملتاعاً-: ألا تسعفني

قلت: لو كنت قوياً قادراً

لم تذق يا طيرُ مرَّ المحن

ولهدمت النظام الجائر

ولما استخذى فقير لغني

ولكان الشر في الدنيا نقص

ولكان العدلُ للناس شعار

رزقنا يقسم فينا بالحصص

لا غني لا فقير لا فينا شرار

هكذا تصفو الحياة

لجميع الكائنات

وتزول السيئات

سعينا في الحسنات

للممات

غير أني، أيها الطير الكئيب

عاجزُ مثلك مغلول اليدين

في بلادي بين أهلي كالغريب

وأنا الحر ولو تدري سجين

فلتكن دعواك للرب المجيب

نعم من يدعي وعون المستعين

وارتقب فالحظ في الدنيا فرص

ربما جاءت على غير انتظار

وأرتك اليأس وغرد في القفص

وتناساه وغني يا هزاز

آه لو يدري مقالي

لشجاه اليوم حالي

غير أني بخيالي

في رشادٍ أو ظلال

لا أبالي

أيها الإنسان ما ذنب الطيور

تودعُ الأقفاص هل كانت جناة؟

هل تمادت في ظلال وفجور

مثلنا؟ ما الحكم؟ أين البينات؟

أ من العدل ظلوم في القصور

وبريء سجنه من قصبات؟

ليس في المعقول والمنقول نص

يدعيه المرء في صيد الهزاز

هو غريد إذا غنى رقص

كل غصنٍ طرباً والكأس دار

بين أطيار وزهر

سكرت من غير خمر

وأنا وحدي بفكري

تائه يا ليت شعري

أي خسر

بلد الطيوب

بلدي وما بلدي سوى حُقق الطيوب

ومواقع الإقدام للشمس اللعوب

أيام كانت طفلة الدنيا الطروب
فالحب والأشعار في بلدي دروب
والياسمين يكاد من ولهٍ يذوب، ولا يتوب

الناس في بلدي يحيكون النهار
حباً مناديلاً وشباكاً لدار
والفلُّ يروي كل ألعاب الصغار
فتعالَ واسمع قصة للانتصار.. للشعب
للأرض التي تلد الفخار
تلد النهار

الليل في بلدي تواشيح غناء
وقباب قريتنا حكايات الإباء
وبيوتنا الأقراط في أذن السماء
بلدي ملاعب أنجم تأتي المساء
لتقول هذي ليبيا بلد الضياء
كرم وفاء.

وقف عليها الحب

وقفٌ عليها الحب شدّت قيدنا * أم أطلقت للكون فينا مشــــــــاعرا

وقف عليها الحب ساقطاً نخلها * رطبا جنيا أم حشيفا ضــــــــــامرا

وقف عليها الحب أمطر غيمـها * أم شح ؟ أو نسيت مُحبا ذاكــــــرا

وقف عليها الحب كرمى عينها * تحلو مُنازلة الخطوب حواســــــرا

وقفٌ عليها الحب تنظمُ عقــدنا * ركبا توحّد خطوة وخواطــــــــــرا

تفدي العيون جبينـــها ولو أنها * تبدي لنا دَلاً وطبعاً نافــــــــــــرا

تُشقي النفوس بحبها، وعزيزة * تلك التي تُشقي وتحجب ساحـرا

ردي عليــــــــه شبابه وعرامه * وأريهِ في سُبل الخلود مخاطــِرا

تجِديهِ قد أوفى على غايـــــــاته * وأباح مجدكِ مُهجةَ ونواظـــــِرا

أو فاقنعي مِنهُ بمــــــا قد قدمت * لأيامه الأُولى عطاءً زاخـــــــــرا

يا منزل الصبوات كم لكِ من يد * عندي سأحفظها وفيا شاكِــــــــرا

تتقلب الأيام في أطوارهــــــــــا * خِصبا وجدبا لا تمس جواهِــــرا

محفوظة في العمق صُنع أبوة * خلعت على جيد الزمانِ مفاخِــرا

ويظلُ حُبكِ خالِداً لا ينثنـــــــي * للحادِثات وإن بدوَن غـــــــوادِرا

أنا لا أقول الشعر أبغي رُتبــة * تعلو بها رُتبي وتُكسِبُ وافِــــرا

ماذا وراء العمرِ من أُمنيــــــة * تُرجى وقد رحل الشباب مُغادِرا

حسبي من التكريم رُكنٌ دافـئ * من قلبِها أصفو لديهِ سرائِـــــــرا

لكِنها الأوطان فرحةُ قلبـــــــها * فرحي وحُزني أن تُصيب عواثِرا

لَكِنهُ الإنسان همٌ دائــــــــــــــم * للعاشقين رِسالةً ومصائِــــــــــــرا

لَكِنها الأجيال طوقُ أمانـــــةٍ * في العُنقِ تحلُمُ بالدروب أزاهِــرا

لَكِنها الآمال هزّت خافقــــي * هزاً وأضرمت العُروقَ مجامـــِرا

فَنَظمتُ منها مشاعري وخواطِري * ورفعتها طوقاً تأرّجَ عاطِــــــرا

للهادِمين قيودها والرافِعيــــنَ * بنودها، والناشِرينَ بشائِـــــــــــرا

للزارِعينَ حُقولها ومُروجهـا * والناسِجينَ لها رِداءً فاخـــــــــــِرا

للغارِسينَ عُلُومهم وفنونهًـــم * الصادِقينَ بواطِناً وظواهِــــــــــرا

للعاشِقين لِكُل دوحٍ راسِــــــخٍ * في أرضِها والحافِظين ذخائِــــــرا

لشيوخها ركبوا الأمورَ جليلةً * وصلوا بِها أوائِلاَ وأواخِــــــــــــرا.

أنساك



لما لقيتك لم أبهت ولا اضطربت يدي

ولا اختلجت نفسي للقياك

كأن خيط ضياء كان يربطنا

أو أنني منذ حين كنت ألقاك

أو أن في الغيب روحانا قد ألتقتا

عبر الزمان، فما أنكرت مأتاك

كأنما من سنين كنت مؤنستي

أو أنني من سنين كنت أهواك

فإن وجهك مألوف لدي فما

أنكرت عينيك – في شيء – ولا فاك

ملامح لم تكن عني مُغيبة !

فهل ترى في جفوني كان مثواك ؟

وكم نصبتُ لها – في النوم أشراكي

حفظت نصك لم أخرم مقاطعه

شكلا – كما أنت – واستظهرت مرآك

حتى التفاتتك النشوى وفتنتها

حتى ابتسامتك الجذلى…. وقرطاك

ونونتان….وخال كم حلمت به

وغنة كنت أهواها…. وعيناك

تلك التفاصيل ما أسقطت واحدة

منها… فقد سكنت دهرا بإدراكي

لذاك في لحظة أمسى تعارفنا

وفي ثواني حوت كفي كفاك

أنا النفور الذي صعب مؤالفتي

وجدت نفسي ألوفا عند لقياك

وما تهيبت أن ألقي إليك يدا

تهفو….. وسمعا قد استهوته نجواك

أنساك….؟ لا والهوى الآتي وحرمته

وحق ما كان منه قبل مرآك

فإن روحي التي كانت محجبة

فتحت أنت عليها ألف شباك

وأن عمري الذي قد لفه جدب

سقته فاخضر بعد اليبس يمناك

إحدى العلامات في عمري وأبهجها

فهل تظنين أني سوف أنساك.. ؟

غفرت للزمن الماضي إساءته

من حيث أنآك عني…. ثم أدناك

فكيف أنساك يا حلما صحوت على

رؤاه….. والأمل المنشود عيناك.

خوف الفؤاد

وأخوف ما أخاف على فؤادي ... إذا ما أنجد البرق اللموع
لقد حملت من طول التنائي ... من الأحباب ما لا أستطيع

في بغداد

كنت في بغداد أغشى الأضرحة

كنتُ شحاذاً أبيع الكلمات !

أسأل الكهان قوتي، في السنين المجدبات

كان يُرضيني الفتات

من خوان بابليّ، في قمامات الأمير

أيُ زيف.. أن أبيع الترهات ؟

لعيون عربية

لسبايا، مرمريات الصدور

من بلاد الروم، في قصر الخليفة

أصدقائي البلغاء

ألبسوا السلطان قبلي ألف تاج !

حملوا الأشعار قبلي كالخراج

أورثوا المملوك مجد الهالكين !

أصدقائي الفصحاء

نظموا النجمات عقداً للأميرة

ثم عادوا بهدايا ( نوشروان )

الجواري، وثياب الطيلسان

ثرثروا باللغو حيناً، لينام

سيّد الأمصار في وكر الحريم ؟

إي زيف.. سأموت

يكتب التاريخ أني، عشت في القصر المشيد !

*************

ثم ماذا ؟ أيها المنفى البعيد

ما اغترابي ؟.. ما أُريد ؟

خلجاتي كالحات.. كالرماد

وحروف الرفض.. مولاي الأمير

دمدمت كالرعد. في قلب السحاب

فمُحال أن أُغني لتنام

فأنا السُهد.. أنا وقع المصير

مات في بغداد شحاذ القصور

والسبايا، والجواري، ومطايا

الفاتحين

مات مولاي الأمير.

احن اليك

أحن إليك

أحس بأنك في نداء يقول ” تعال “

يقص علي حكايا، يوشوش في أذني عن ليال

نسينا عليها الزمان

عبرنا جدار المحال

نداء يعاتبني في انفعال

يجدف بي في شفيف المسافات عبر الخيال

بغير تخوم،

بغير وصول.

بغير نوال.

أحس به ملء ذاتي يقول ” تعال “

أنا لا أبالي إذا أنت لي ما الهدى، ما الضلال

وما قد يصير وما قد يقال

أنا لا أبالي فحسبي أنام بدنيا عيونك

وحسبي جفونك

تدثرني بالضلال

أحبك حتى ليخضر تحت خطاي الثرى

وحتى كأن الذرى

تطيح على كتفي لآل

وأنت إذا لم تهزي كياني ذات زوال

تدفأ بالقلق الحلو ملء وجودي وسال

على كرب حنون تخطى السماء واستحال

مخدة حب،

وصرة خبز،

وجرة آل.

تراني ماذا أنا الآن… ماذا أصير

وهل ما أزال

أذرذر للشعر عمري وأعبد فيك الجمال

أحبك سرا شفيف التلفع فوق ادعاء الخيال

دفيئا كصفو الظلال

عميقا أغمس فيه كياني وكل وجودي

أغمس فيه حدودي

أحبك كنها ر بعيد المسافات… دنيا سدى لا تحد

أنا في مفاتنها الخضر أشدو

كطير فيها ويلذ

لي الشعر، أسكبه من جفون الذراري حكايا

وفيها غدي يتكشف حلو الضياء ويبدو

سدى يعرف اليأس دربا إليها

سدى يتعالى عليها

أحن إليك وفي خاطري ألف رؤيا

سأسردها مرة في الليالي عليك

إذا ما رجعت إليك.

الوطن المفدى

رحيلي عنك عز علي جـــدا وداعا أيها الوطن الـمفــدى


وداع مفارق بالرغم شـاءت له الأقدار نيل العيش كـــــدا


سأرحل عنك يا وطني واني لأعلم إنني قد جـــــئت ادا


طلبت العز يا وطني وانـــي فأوسعني زمان السوء ردا


سأركب عزمة حذاء امضـى اقد بها حجاب الغيب قــــدا


ابلغها وراء السعي عــــذرا لنجم صد عنها أو تصـــــدى


ويا وطني وداعا من محــب تحير رأيه اخــــــــــــذا وردا


وداعا لا اظن له لقــــــــــاء فوا اسفا اذا ما البين جـــدا


اناديه وقد زمت ركابـــــــــي وهد البين ركن الصبر هـدا


وجاشت تخنق العبرات صوتي وداعا ايها الوطن المفــدى

الطـــير الكئيب

غـير أنــي، أيــها الطـــير الكئيب

عــاجزُ مثـــلك مــغلول اليـــــدين

في بــلادي بيـــن أهــلي كالغريب

وأنـــــــــا الحر ولو تدري ســجين

فلــتــكن دعواك للرب المجــــــيب

نعـــم من يدعي وعــــون المستعين

وارتــقــب فالحـــظ في الدنيا فرص

ربمــا جــاءت على غــــــير انتظار

وأرتــك الــــــيأس وغرد في القفص

وتـنـاســــاه وغــــني يــــــــــا هزاز

آه لو يدري مقالــــي

لشجاه اليوم حــالـــي

غير أني بخيــــــالـي

في رشــــادٍ أو ظلال

الثلاثاء، 11 فبراير 2025

المتبجّح بالإساءة والنّذالة


قيل: شر الناس الذي لا يتوقى أن يراه الناس مسيئا ومن هنا أخذ الشاعر:

أحقّ النّاس في الدنيا بعيب ... مسيء لا يبالي أن يعابا

وقال بعضهم: فلان لا يستحيى من الشر ولا يحب أن يكون من أهل الخير لا يقعد مقعدا إلا حرمت الصلاة فيه ولو أفلتت كلمة سوء لم تضم إلا إليه ولو نزلت لعنة لم تقع إلا عليه.

تشاجر رجلان فقال: كل واحد منهما أنا ألام فتحا كما إلى رجل فقال: قد حكمتماني فأخبراني بأخلاقكما فقال أحدهما: ما مربي أحد إلا اغتبته ولا أئتمنني أحد إلا خنته وقال آخر أنا أبطر الناس في الرخاء وأجبنهم عند اللقاء وأقلهم عند الحياء فقال الرجل: كلاكما لئيم


وألأم منكم الحطيئة فإنه هجا أباه وأمّه ونفسه ومن أحسن إليه هجا أباه. فقال:

لحاك الله ثم لحاك أبا ... وما ألحاك من عمّ وخال

وقال يهجو نفسه:

أرى لي وجها شوّه الله خلقه ... فقبّح من وجه وقبّح حامله

وقال فيمن أعطاه:

سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلا ... فسيّان لا لوم عليك ولا حمد

الموصوف بالذلّة

قيل: هو أذل من النقد ومن القردان تحت المناسم ومن الوتد:

وكنت أذلّ من فقع بقاع ... يشجج رأسه بالفهر واجي

أي وأجىء فلين الهمزة ويقال هو أذل من الحذا.



،

من تصاحبه النّذالة



قال الشاعر:



أناخ اللؤم وسط بني رباح ... مطيّته فاقسم لا يريم

كذلك كلّ ذي سفر إذا ما ... تناهى عند غايته مقيم

قال جحظة:

كم سألنا عن النذالة واللؤ ... م فكانا في داره راتبين

الخميس، 7 يناير 2021

مضرّة اجتماع السفلة والغاغة

أناخ اللؤم وسط بني رباح ... مطيّته فاقسم لا يريم «4»
كذلك كلّ ذي سفر إذا ما ... تناهى عند غايته مقيم
شاعر
كم سألنا عن النذالة واللؤ ... م فكانا في داره راتبي
جحظة

ومما جاء في النذالة والتأخر عن المكارم

 أيا سفلة الناس والأصدقاء ... ويا سفلة الكسب في المأكل

أبوناظرة

وسخ الثوب والعمامة والبر ... ذون والوجه والقفا والغلام

إبن الحجاج

ضرب من المدح يقال فيه يا كذا

ا مشربا سائغا بلا كدر    يا سمرا ممتعا بلا سهر
شاعر
عوضا من فائت لم       يحتسب منه عوض

يا دعة وراحة من         تعب ومن مضض
كشاجم

الثلاثاء، 5 يناير 2021

الممدوح بأنّه لو كان كذا لكان خير

لو كنت ماء كنت من مزنة ... أو كنت نجما كنت سعد السعود

شاعر

فلو كنت ماء كنت ماء غمامة ... ولو كنت نوما كنت تعريسة الفجر

لو كنت لهوا كنت تعليل ساعة ... ولو كنت ليلا كنت من ليلة القدر

شاعر

ولو خلق الناس من دهرهم ... لكانوا الظلام وكنت النهارا

الكندي

الجمعة، 29 مايو 2020

تعجب لموت وليد

عجبًا لمولود قضى من قبل أن    يقضي لأيام الصبا ميقاتا
هجر الحياة وطلق الدنيا وقد       وافت بزخرفها إليه بتاتا
فكأنه من نسكهِ وصلاحهِ         وهب الحياة لوالديه وماتا

الشفاعة بالله

شفيعي إليك الله لا شيء       غيره وليس لرد الشفيع سبيل
شاعر

وصف دولاب

ودولاب روض كان من قبل أغصنا    تميس فلما غيرتها يد الدهر
تذكر عهدا بالرياض فكله               عيون على أيام الصبا تجري
أبو نواس

الجود من الموجود

ألَمْ تَرَ أَنَّ المَرْءَ مِن ضِيقِ عَيْشِهِ      يُلامُ على مَعْرُوفِهِ وهُوَ مُحْـنُ
وما كان مِنْ بُخْلِ مِن ضـراعَةٍ      ولكِنْ كما يَزْفِنْ له الدَّهْرُ يَزْفِنُ
شاعر