الأربعاء، 10 أبريل 2019

يقولون في الإسلام ظلما

يَقُولُونُ فِي الإِسْلامِ ظُلْمًا بِأَنَّهُ ** يَصُدّ ذَوِيهِ عِنْ طَرِيقِ التَّقَدُم

وَلَوْ كَانَ ذَا حَقًّا فَكََيْفَ تَقَدَّمْتْ ** أَوَائِلُهُ فِي عَهْدِهَا المُتَقَدِّمِ

وَإِنْ كَانَ ذَنْبُ المُسْلِمِ اليوم جَهْلُهُ ** فَمَاذَا عَلَى الإِسْلامِ مِنْ جَهْلِ مُسْلِم

هَلْ العِلْمِ فِي الإِسلامِ إلاّ فَرِيضَة ** وَهَلْ أُمَّةٌ سَادَتَ بِغَيْرِ التَّعَلُّمِ

لَقَدْ أَيْقَظَ الإِسْلامْ لِلْمَجْدِ وَالعُلا ** بَصَائِرَ أَقْوَامِ عَنِ المََجْدِ نُوَّمِ

فَأشْرَقَ نُورُ العِلْمِ مِنْ حُجُرَاتِهِ ** عَلَى وَجِهِ عَصْرٍ بِالجَهَالَةِ مُظْلِمِ

وَدَكَّ خُصُونَ الجَاهِلِيِّةِ بِالهُدَى ** وَقَوِّضَ أَطْنَابَ الضَّلالِ المُخَيَّمِ

وَأَنْشَطَ بِالعِلْمِ العَزَائِمِ وَابْتَنَى ** لأَهَلْيَهِ مَجْداً لَيْسَ بَالمُتَهَدِّمِ

وَأَطْلَقَ أَذْهَانَ الوَرَى مِنْ قِيُودِهَا ** فَطَارَتْ بِأَفْكَارٍ عَلَى المَجْدِ حُوَّمِ

وَفَكّ أُسَارَ القَوْمِ حَتَّى تَحَفَّزُو ** نُهُوضًا إِلَى العَلْيَاءِ مِنْ كُلِّ مَجْثِمِ

فَخَلُّوا طَرِيقًا لِلْبَدَاوَةِ مَجْهَلا ** وَسَارُوا بِنَهْجٍ لِلْحَضَارَةِ مُعْلم

فدَوَّت بمُسْتَنّ العُلَى نَهَضَاتُهُمْ ** كَزْعَزَعِ رِيحٍ أَوْ كَتَيَّارِ غَيْلَمِ

وَعَمَّا قَلِيلٍ طَبَّقَ الأَرْضَ حُكْمُهُ ** بِأَسْرَعَ مِنْ رَفْعِ الْيَدَيْنِ إِلَى الفَمِ

وَقَدْ حَاكَتْ الأَفْكَارُ عِنْد اصْطِدَامِهَا ** تَلألُؤَ بَرْقِ العَارِضَ المُتَهَزِّمِ

وَلاحَتْ تَبَاشِيرُ الحَقَائِقِ فَانْجَلَتْ ** عَنِ النَّاسِ في الدُّنْيَا شُكُوكَ التَّوَهُمِ

فَلَيْسَ لمُثْرٍ نَقْصُهُ حَقّ مُعْدِمٍ ** وَلا عَرَبِيٍ بَخْسُهُ فَضْلَ أَعَجْمِ

وَلا فَخْرَ لِلإِنْسَانِ إِلا بِدِينِهِ ** وَلا فَضْلَ إِلا بِالتُّقَى وَالتَّكَرُّم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق